Loading...
error_text
پایگاه اطلاع رسانی دفتر حضرت آیت الله العظمی صانعی :: کتابخانه عربی
اندازه قلم
۱  ۲  ۳ 
بارگزاری مجدد   
پایگاه اطلاع رسانی دفتر حضرت آیت الله العظمی صانعی :: هجرته إلى النجف الأشرف

هجرته إلى النجف الأشرف

ثمّ أشار أستاذه وشيخه آية الله محمّد باقر النجفي 1 إليه بالهجرة إلى النجف الأشرف، فتهيّأ وتعبّأ للنفر في سبيل الله مع نفر من العلماء[1] فدخل مدينة العلم والحكمة النبويّة من بابها.

كان تشرّفه إلى دارالسلام والتوفيق له فيه بالمقام سنة 1281 من الهجرة النبويّة ـ على هاجرها وآله صلوات الله ـ وهي السنة التي توفّي فيها الشيخ الأعظم نادرة الدهر وآية الحقّ، بدر سماء العلم، مولانا المرتضى الأنصاري 1.

أمّا الحوزة المقدّسة العلميّة في النجف الأشرف مع ما لها من سابقة بالغة إلى الألف في جوار المرقد المطهّر والمنوّر للامام مولى الموحّدين وإمام المتّقين وبرهان الموحّدين وقائد الغرّ المحجّلين أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب7، كان يجلب إليها عشّاق الفضيلة وروّاد العلم والمعرفة، ليطّوّفوا حول هذه الشمس وبجذبتها يتّصلوا إليها.

ولولا شذاها ما اهتديت لحانها

ولولا سناها ما تصوّرها الوهم

وجود العلماء الأعاظم وبتبعهم وجود المجالس الرائقة العلميّة مع ملاحظة فضاء معنويّ مبارک للصحن العلويّ7 وفي جنبه جلالة أرواح المؤمنين في وادي السلام والبركات الموجودة في مسجدي الكوفه والسهلة والتمكّن من زيارة المشاهد الموجودة في العراق من الكاظمين والسامرّاء والنيل إلى فيض زيارة الإمام أبي عبدالله 7 وسائر الشهداء :بكربلاء المقدّسة، كلّ ذلک من ميّزات هذه الحوزة المباركة التي اشتاق كلّ طالب علم إلى الفوز به، سيّما شخصيّة كالسيّد اليزديّ الذي لايقنع بكسب العلوم الظاهريّة فحسب، بل يبحث عن بقعة مباركة للمناجاة والخلوة والإنابة إلى ربّه، وأيّ موضع آمن من دارٍ فيها يدور الحقّ.

حضر هناک في مجالس أكابر المجتهدين وأخذ عنهم، كالشيخ الفاضل العلّا مة مهدي بن عليّ بن جعفر كاشف الغطاء النجفي[2] ، والشيخ الفهّامة الراضي النجفي[3] ، والعلّا مة المجدّد آية الله السيّد

محمّد حسن الشيرازي الشهير بالميرزا الكبير1[4] قبل خروجه إلى سامرّاء، والشيخ محمّد حسن بن محمّد إبراهيم الأردكانيّ اليزديّ الواعظ[5] واشتغل بالإفادة والتأليف بعد هجرة الميرزا في سنة 1290 ه . ق. فأخذ

يشتهر شيئآ فشيئآ حتّى توفّي الميرزا (1312 ه . ق). فكان ظهور أمره بعد وفاة الأستاذ كغيره من رؤساء عصره.

قال صاحب الأعيان :

بعد وفاة الميرزا، كثيرون أقاموا مجلس الفاتحة له، أمّا هو (أي السيّد محمّد كاظم) فذهب إلى مسجد السهلة فلم يضع فاتحة فقلّده كثير من العوامّ لذلک. انتهى.[6]

فهذا ينبئ عن كمال زهده وعدم اعتناء منه ؛ بالرئاسة والسيادة العامّة، ولهذا لميجعل نفسه في معرض القيادة، غاية الأمر أعطاه الله جلّ وعزّ مرجعيّة عامّة ندر مثلها فيما بعد في الأواخر.

كان يحضر مجلس درسه في أوائل أمره جماعة لايبلغون العشرة، ثمّ تمادت به الأمور وكثر حضّار مجلس درسه حتّى بلغوا 200 تلميذ (وهو أوّل من عيّن الخبز يوميّآ للطلبة وعيالاتهم).

فأصبح السيّد الفقيه الأعظم والزعيم المطلق الذي لايدانيه أحد، فكان معوّل التقيد في المسائل الشرعيّة عليه وقبض على زعامة عامّة الإماميّة وسوادهم وجبيت إليه الأموال الكثيرة ممّا يقلّ أن يتّفق نظيره.

--------------------------------------------------------------------------------

[1] ـ منهم الشيخ محمّد تقي الشهير بآقا نجفي، والشيخ محمّد حسين، والشيخ محمّد عليّ الإصبهانيّين، أبناء أستاذه المتقدّم الشيخ محمّد باقر.(أعيان الشيعة :10 )43

[2] ـ هو أحد أساتذة السيّد؛، كان قويّ الحافظة فيما يطالعه ليلا يقرأه نهارآ في الدرس عن ظهر القلب. من آثاره مدرستان واسعتان: أحداهما فيالنجف والأخرى في كربلاء، تعرفان بمدرستي الشيخ مهدي. توفّي 1في 14 من صفر سنة 1289 ه . ق. (أعيان الشيعة :15 25، رقم 10463 ـشهداء الفضيلة، للاميني: )352

[3] ـ هو ابن الشيخ محمّد بن الشيخ محسن آل الشيخ خضر النجفي، وهو في الشهرة في عصره كالنار على العلم، كان الزعيم الكبير في النجفالأشرف، توفّي سنة 1290، ولا تكاد تحصى فضائله في علمه وتقاه، وتخرّج عليه من لايستهان بعدّهم من العلماء، منهم السيّد صاحبالعروة. (شهداء الفضيلة: )357

[4] ـ هو الميرزا محمّد حسن بن محمود بن إسماعيل الشيرازي، ولد في شيراز (1230) وتوفّي أوّل ليلة الأربعاء، 24 شعبان المعظّم سنة 1312ه . ق، وحمل من سامرّاء إلى النجف الأشرف ودفن في الصحن العلويّ7 بباب الطوسيّ على يسار الداخل في الصحن، قرأ على الشيخمحمّد تقي صاحب هداية المسترشدين في أوان تحصيله، وسمع في النجف من صاحب الجواهر، وهو نصّ على اجتهاد الميرزا، لكنعمدة قراءته على الشيخ الأعظم. هاجر إلى سامرّاء للمجاورة في شعبان سنة 1291 ه . ق ووصل إليها في اليوم 21 منه، وبقي فيها 21 سنةحتّى توفّي. سعى7 في عمارة سامرّاء ببناء مدرسة واسعة والسوق الكبير والجسر العظيم على الدجلة تسهيلا لعبور الزوّار. (أعيان الشيعة:8 )442

[5] ـ هو صاحب كتاب سيف الواعظين في حروب أميرالمؤمنين7، وله أيضآ شرح قصيدة العينيّة للسيّد إسماعيل الحميري؛، وكان هو أستاذالسيّد محمّد كاظم في النجف، توفّي سنة 1315. (الذريعة إلى تصانيف الشيعة :12 )290

[6] ـ أعيان الشيعة :14 .348

عنوان بعدیعنوان قبلی




کلیه حقوق این اثر متعلق به پایگاه اطلاع رسانی دفتر حضرت آیت الله العظمی صانعی می باشد.
منبع: http://saanei.org