موقع مكتب سماحة آية الله العظمى الشيخ الصانعي مُدّ ظِلّه العالي :: إذا تطاول أحد على الثورة بالكلام ينبغي إجابته بالكلام أيضاًَ
تقرير صحيفة (اعتماد ملي) الإيرانيةإذا تطاول أحد على الثورة بالكلام ينبغي إجابته بالكلام أيضاًَ
آية الله الصانعي «إذا تطاول أحد على الثورة بالكلام ينبغي إجابته بالكلام أيضاًَ»
اعتماد ملي : ابتدأ سماحة آية الله العظمى درس خارج الفقه هذا العام بنحو يختلف عن بدايات دروسه في السنوات السابقة، فقد خصَّ دقائق من البحث في بيان خصائص وآثار آية الله السيد مصطفى الخميني، وكان ذلك مناسبة لنقد أولئك الذين نسوا نضال هذه الشخصية.
بدأ كلامه بالقول : أقدِّم اعتذاري واعتذار الشعب الإيراني والجامعات والحوزات العلمية وجميع المفكرين والأحرار ومسلمي العالم وجميع من يسمح لي، عن التغافل تجاه هذا الولد الصالح.
وأضاف : لا أعلم لماذا لم أُفَّق خلال هذه السنوات لذكر بحوث عن هذا السيد مصطفى في مجال التفسير والفقه والعرفان والفلسفة برغم اهتمامي بطرح مواضيع عن الإمام الخميني (ره) .
ومع تمنيه قبول العذر من قبل الإمام الخميني وولده وعلى رأسهم صاحب الزمان (عج) بدأ ببيان أسباب الغفلة وقال : إنَّ الغفلة كانت من قبيل التغافل عن القمر بسبب ضوء الشمس الساطع، فإن ضوء شمس الإمام كانت تغطّي على ضوء قمر مصطفى، فما كانت تسمح لنا برؤية القمر، وإذا شاهدنا ضوءه فنمرُّ منه بسرعة، مع أنَّا لو كنا قد تأمّلنا أكثر لكانت هناك بحوث فقهيه وفلسفية وجهادية كثيرة جديرة بالطرح.
ثم شبَّه هذه القضية بقضية علاقة المرحوم التستري بالمرحوم الشيخ الأنصاري وأضاف قائلاً : اعتذارنا من قبيل قصة المرحوم آية الله جعفر التستري والشيخ الأنصاري، فقد كان التستري كتب (الخصائص الحسينية) وهو من كبار الفقهاء، والفروع الفقهية التي دوّنها في كتبه لا توجد في كتب أُخرى، وقد تعجَّبت عندما طالعتها، لكنَّ شهرة الشيخ الأنصاري كانت قد ألقت بضلالها على الشيخ التستري، فلم يشتهر آنذاك، وقصة السيد مصطفى من هذا القبيل، فالثورة الإسلامية والمشاكل التي حصلت إثرها ألقت بضلالها على جميع الأمور، وحالت دون التطرُّق إلى البحوث ذات الصلة به.
ثم أشار الشيخ إلى أن آثار الحاج مصطفى الخميني قد نشرت من قبل مؤسسة نشر آثار الإمام الخميني (ره) وشكرها وشكر مكتب صحيفة (اعتماد ملي) على مشاركتها في نشر هذه الآثار كذلك.
ثم نقد الذين نسوا آية الله السيد مصطفى الخميني وخاطبهم قائلاً : لماذا لا نحيي ذكر فخر المحققين السيد مصطفى الذي كان البعض يغسل الإناء الذي يشرب منه، باعتبار أن أبيه كان من أهل العرفان، وقد أشار الإمام إلى هذا الموضوع آنذاك لكن ما استطعنا التعرُّف على الشخص أو الأشخاص أو التيار الذي كان يفعل هذا .
أليس من المناسب أن تحيى ذكرى الذي سبَّبت وفاته انتصار جميع الذين ناضلوا بعد نهضة المشروطة، فقد كانت شهادته الجزء الأخير من العلة التامة، وانتصرت النهضة بعد وفاته بسنة فقط، يا له من موت مبارك؟
يا محرومي العالم، يا مظلومي العالم، أحيوا ذكرى وفاة نجل الإمام (ره) إنَّ منجزات الثورة ثمرة مائة عام من نضال الثوّار وشهادة الشهداء وإيثار الإمام (ره) ووفاة نجله الجليل.
ثم أشار إلى تفسير السيد مصطفى وقال : يا أصحاب الأقلام، أيها الصانعي وأمثال الصانعي، اقتدوا بمثل هذه التفاسير . لقد كتب 16000 كلمة في تفسير الآية 30 من سورة البقرة، حيث جاء فيها : ( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ).
يقول في تفسيره : في هذه الآية إرشاد ونصيحة، وهي لزوم كسر وانكسار أبواب المساوئ والحسنات . يقول الفقهاء في باب الأهم والمهم : ينبغي تقديم الأهم عند تزاحمه مع المهم، وينبغي رعاية المصلحة في هذا الباب، وعلى المقنّن أن يراعي المصلحة عند التقنين . يخاطب الملائكة ربَّهم : كيف تخلق من يسفك الدماء ؟ فيجيبهم: أنَّ فيهم سيكون مثل إسماعيل وإبراهيم ورسول الإسلام والزهراء (س) والمعصومين (عليهم السلام) وعلماء كبار من الكليني وحتى الخميني الذي ترك كل شيء، وهو في قمة سلطته، ليتهجَّد بكلمات الله والذكر، نفي إلى تركيا وأُجبر على نزع ملابس رجال الدين، ورحل إلى النجف ليقرأ زيارة أمين الله في جنب قبر أمير المؤمنين ويأخذ بزمام أمور الثورة من بعيد ثم تناول تفسيراً آخر ورد عن السيد مصطفى لهذه الآية وقال : خطاب هذه الآية دعوة الناس إلى عدم الاستبداد في الرأي والفكر، وأنا أقترح على جميع المفكرين أن يستشيروا الآخرين قبل أن يكتبوا شيئاً، فإن للانفراد في التفكير يؤدي إلى أخطاء كثيرة حتى لو كان الإنسان قاصراً.
وأضاف : يقول نجل الإمام في هذا التفسير : انه يعلم بكل شي لكنه يريد أن يعلمنا التشاور، لذلك علينا التشاور في الأمور، الفردية والاجتماعية . ويقول أيضاً : الآية تعلّمنا كيفية خطاب الآخرين والكلام معهم، فالملائكة تقدّس الله وتشكره لا عن تملق بل تطرح تساؤلاتها في الوقت ذاته، وترى قدسية الله غير مانعة من السؤال . علينا التكلم بأدب وعدم الإلحاح في الكلام . على أن جواب الله جميل، فلم يصرح للملائكة بجهلهم بل قال بأنه يعلم ما لا يعلمون.
وخاطب آية الله الصانعي الذين يعادون الإمام الخميني جهلاَ وقال : يا أيها الذين تعادون الإمام الخميني ولازلتم تعادونه وتعادون أولاده وأولاد الثورة وتسعون لرميهم خارج الساحة، إنكم لا تستطيعون عمل هذا .
وأكَّد قائلاَ : أيها السادة، لا تخشوا الصفعة الموجَّهة إلى الثورة، ولا تظنوا أنَّ الذي ينقد يوجّه صفعة إلى الثورة، وإذا تطاول أحدهم على الثورة فينبغي إجابته بالكلام كذلك، ولا ينبغي التعرض إليه، فلا تؤذوا الناس، ولا ينبغي رميهم بمعاداة الثورة، فهي لا تتضرّر بكتابات هذا أو ذاك . ومع وجود تأليفات الإمام واستقلال الحوزة العلمية نأمل دوام الجمهورية الإسلامية حتى ظهور صاحب الزمان (عج) دون أن يُنال منها، وهل يمكن لأحد أن يضرَّ بالثورة مع وجود أنفاس الإمام وروحه بل حتى روح أمثال الحاج مصطفى وكبار آخرين مثل الهاشمي والكروبي وشخصيات في الجامعات والأسواق و... إن الثورة مؤمَّنه بدماء وأرواحهم الشهداء.
وفي نهاية خطابه طالب آية الله العظمى الشيخ يوسف الصانعي بالاهتمام الأوفر في المحافل المختلفة بشخصية نجل الإمام والبرمجة الأفضل للاحتفال بذكرى شهادته، وقال: نطالب الاخوة من أصحابه في النجف وقم أن يتحدّثوا عن هذه الشخصية وخصائصها أكثر وانه كان مقاوماً في قم عند انطلاق الثورة في 15 خرداد مع تعرضه إلى مخاطر كبيرة، كما كان يقف في صحن حرم السيدة المعصومة ليدافع عن الإمام، وسأسعى فيما البعد التعرُّض إلى أفكار هذه الشخصية أكثر من ذي قبل. التاريخ : 2007/11/07 تصفّح: 12136