موقع مكتب سماحة آية الله العظمى الشيخ الصانعي مُدّ ظِلّه العالي :: حوار مع السيد آلبرتو نكري من ايطاليا
سماحة آية الله العظمى الشيخ الصانعي (دام ظله العالي)حوار مع السيد آلبرتو نكري من ايطاليا
ينبغي الالتفات إلى أن الشعب في الإسلام مسلّط على حقوقه. ولا سلطة ولاتقدُّم للعقل الفردي على العقل الجماعي. فلا مكانة في الإسلام لمقولة (أنا آمر وأقول) ولاقيمة لهذه المقولة.
يمكن للجمهورية الإسلامية أن تخطو نحو الحداثة برؤية أكثر انفتاحاً وأصالة، لكن المؤسف أن بعض أصحاب السلطة التنفيذية يحول دون تحقيق تطلُّعات الشعب في هذا المجال.
مع تأكيده على ماتقدَّم في لقائه السيد آلبرتو نكري من ايطاليا أجاب سماحة آية اللّه الصانعي عن سؤال حول كيفية ارتقاء علماء الشيعة المناصب الروحية والعلمية مذكّراً بإصراره على الاستقالة من منصب الادعاء العام عهد الإمام وبإطراء الإمام له بجملات من قبيل: (نلت نصيباً من معلوماته) التي صدرت عن الإمام قبل 45 عاماً، وأضاف: كان لكلِّ عصر عدد قليل من الشخصيات العلمية والدينية العظمى، ولم يكن ذلك بتعيين أو قرار حكومي بل انتخاباً شعبياً حقيقياً.
ثمّ تعرّض الشيخ إلى مسألة الانتخابات مشيراً إلى أن الشعب هو صاحب القرار.
وفي مجال مهام القادة الدينيين قال سماحته: وظيفته قادة الشيعة هي بيان منهج التفكير لا إصدار القوانين. وما عليهم هو تحديد الزين من الشين ثم يتركون الأمر إلى الناس. على أن القائد الروحي إذا كان محبوباً ومطاعاً من قبل الناس فله أن يتدخَّل بالسياسة، لكن التدخُّل غير صحيح إذا كان القائد غير محبوب ولا يحظى بشرعية اجتماعية، وممارسة السياسة دون هذه الدعامة يورد ضربة على الإسلام.
مع اشارته إلى أن بعض الممارسات الخاطئة كعمل شورى صيانة الدستور تترك آثاراً سلبية في أذهان المسلمين أكَّد قائلاً: أفكار وأعمال من هذا القبيل تعرّض الجمهورية إلى خطر.
ثم أعرب الشيخ عن سروره تجاه التساهل والتحرر الموجود في الإسلام والذي جعل منه ديناً جذّاباً على المستوى العالمي، ونموذج ذلك التساوي في دية الرجل والمرأة وفي المجالات الإجتماعية والسياسية والحقوقية، كما أن للمرأة أن تكون ولياً فقيهاً. وقال: الإسلام الذي أدركه يحفظ حقوق البشر ويساوي بينهم جميعاً، وهذه الفكرة يعود تاريخها إلى خمسة قرون وإلى علماء من قبيل المقدس الأردبيلي.
واستمرَّ بالقول: إن تأييد صلاحية النساء للترشح لرئاسة الجمهورية لا يضرُّ أحداً حتى مع الفكر الذي يحمله أعضاء شورى صيانة الدستور، وأضاف: لو كان الإمام حياً لاستطعت تقنين نظرياتي; لأن الإمام كان يحب الإسلام كما كان معتقداً بنشر الإسلام بوعي وبصيرة.
وفي آخر قسم من اللقاء قال سماحته:
ينبغي الالتفات إلى أن الشعب في الإسلام مسلّط على حقوقه. ولا سلطة ولا تقدُّم للعقل الفردي على العقل الجماعي. فلا مكانة في الإسلام لمقولة (أنا آمر وأقول) ولاقيمة لهذه المقوله.
يمكن للجمهورية الإسلامية أن تخطو نحو الحداثة برؤية أكثر انفتاحاً وأصالة، لكن المؤسف أن بعض أصحاب السلطة التنفيذية يحول دون تحقيق تطلعات الشعب في هذا المجال. التاريخ : 2005/06/18 تصفّح: 9082