موقع مكتب سماحة آية الله العظمى الشيخ الصانعي مُدّ ظِلّه العالي :: حوار مع الباحث الأمريكي (استيو مارشال)، ان مجيء الملصح ليس مدعاة للحرب والعنف
سماحة آية الله العظمى الشيخ الصانعي (دام ظله الشريف)حوار مع الباحث الأمريكي (استيو مارشال)، ان مجيء الملصح ليس مدعاة للحرب والعنف
في لقاء لآية الله الصانعي مع الباحث الأمريكي (استيو مارشال)، قال سماحته :
((ان مجيء الملصح ليس مدعاة للحرب والعنف)).
((انًّ البشرية تنتظر اليوم مجيء المصلح الحقيقي الذي يملا الأرض قسطاً وعدلاً)).
((انّ الاختلاف الموجود بين الأديان حول المصلح لا يكمن الاّ في تسمية المصلح، وهذا الأمر لا تترتب عليه أيّة مضرة)).
مع تأكيده على ما تقدّم أضاف آية الله العظمى الصانعي قائلاً : (( ان البشرية ومن منظار اجتماعي وتاريخي، تسير اليوم نحو تمهيد الأرضية لظهور المصلح، ولعل أبرز دليل عليه، هو بغض البشرية للحرب والعنف وتأييدها لحقوق الإنسان والعدالة والسّلام)).
وقال سماحته كذلك : ((ان الحوار الذي يجري اليوم بين علماء الأسلام وعلماء المسيحية وسائر الديانات الاخرى فيما يخص قضية المصلح المنقذ وسائر القضايا والشؤون في أجواء ملؤها الحب والصداقة، دليل حيّ على أنّ قضية المصلح والمنقذ والعدل والسلام هي قضيّة عالميّة، وهذا ما لم نشهده في التاريخ بتاتا))ً.
في سؤال وجّهه اليه هذا الباحث الامريكي حول إعتقاد المسيحيين الأمريكيين بأن ظهور المنقذ (عيسى المسيح) يكون متاخماً لحرب عظيمة متسائلاً عن رأيه في هذا المجال فاجاب قائلاً : ((إن هذا الأمر ليس صحيحاً، وبطلانه من المسلّمات، وهو من الأمور التي ذكرت في بعض الروايات، ودوّن أيضاً في تاريخ الشيعة، ولقد أثبتَُّ في ابحاثي بأن مثل هذه الامور إفتراء على صاحب العصر والزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف) والشاهد عليه، الروايات الدالّة على أن سيرة امام العصر والزمان هي سيرة النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله وسلّم) حيث قاد الناس باخلاقه الكريمة وايّدها القرآن الكريم في قوله تعالى : ((وانّك لعلى خلق عظيم)).
اضاف سماحته: (( لقد نشر النبي رسالته بالخلق الحسن والحكمة، وتسديد النصيحة، والتفكّر، والقرآن نعت النبي (برحمة للعالمين) فالامام (عج) حينما يجيء سيكون مجيئه رحمة للعالمين، فعلى هذا نعتقد بأنّ مجيء المصلح ليس مدعاة للحرب والقتل والعنف)).
كما وذكر هذا الفقيه المتجدد أنّ الأمام (عجل الله تعالى فرجه الشريف) في عصر ظهوره يكمل عقول الناس وفكرهم، وسوف لن يكون في عصره أيّ أثر للحروب او العنف، قائلاً : ((اِنّ بغض وإدانة البشرية اليوم لأعمال العنف والحروب أمر بديهي وهذا معناه أنّ المصلح الذي سيأتي لا يمكنه أن يحقق الصلح والعدالة عن طريق الحرب والعنف لانه في هذه الحالة سيفقد حماية الناس له وهذه من الأمور التي اتفق عليها العظماء والعلماء من المسلمين والمسيحيين)).
وجواباً على سؤال آخر وجَّهه اليه هذا الباحث الأمريكي حول مطالبة واصرار ايران على الحوار فيما يخص الطاقة النووية، أليس إصرار ايران على هذه المطالبة معناه تأييدها للحرب؟ أجاب سماحته : ((ليس هناك أي أحد يرغب بالحرب سواء كان مسلماً او غير مسلم، وبصفتي عالم دين وشيعي وكان الإمام الخميني(سلام الله عليه) يولي لي أهميّة خاصة، ونظراً لمعرفتي بالامام الخميني وامته السائرة على خطّه اقول: لا يوجد هناك أي فرد في ايران يؤيّد الحرب، وأعتقد ان المشاكل الخاصة بالطاقة الذريّة تحل عن طريق المفاوضات لا عن طريق الحرب والعنف)).
وأجاب عن سؤال آخر مفاده ان المسلمين في لبنان وسورية وباكستان أبدوا حمايتهم لأيران في حالة تعرضها للهجوم، أليس فعلهم هذا مدعاة للقلق لأن هذا الأمر سيؤول الى خوض المنطقة حرباً طاحنة مع أصحاب القوى قائلاً : ((نعم اذا شُنت حرب على ايران فإنّ المسلمين سوف يخوضون غمارها، وهذا من حقهم بأن يدافعوا عن ايران. ولكنني اكرر مراراً بان المشاكل تحل عن طريق المفاوضات ، وهذا ما نراه في المفاوضات التي من المقرّر إجراؤها بين أمريكا والعراق.
اضاف سماحة الشيخ الصانعي : (( ان من يمهِّد الأرضية للحروب أو يؤججها هو مسؤول امام التاريخ ودماء الناس ويعد مجرماً ومذنباً)).
في نهاية المقابلة وجَّه له سؤالاً مفاده أنّ قانون أمريكا يفصل بين الدين والسياسة لكننا اليوم نشهد بان هناك تياراً من المسيحيين من أصحاب النفوذ يطالبون مجدداً بربط الدين بالسياسة فما هي وجهة نظركم؟ أجاب قائلاً : ((ان ربط الدين بالسياسة ليس معناه استلام مقاليد الحكم بيد عدّة معيّنة. بل معناه أن القوانين والضوابط ستسند الى الدين والإيمان)). التاريخ : 2006/04/17 تصفّح: 8907