Loading...
error_text
موقع مكتب سماحة آية الله العظمى الشيخ الصانعي مُدّ ظِلّه العالي :: الزيارات
حجم الحرف
۱  ۲  ۳ 
التحميل المجدد   
موقع مكتب سماحة آية الله العظمى الشيخ الصانعي مُدّ ظِلّه العالي :: مع السيد باسكال كوشب وزير الاقتصاد السويسري
لقاء سماحة آية الله العظمى الشيخ الصانعي (دام ظله الشريف) مع السيد باسكال كوشب وزير الاقتصاد السويسري
في لقائه مع السيد باسكال كوشبن وزير الاقتصاد السويسري
وصف سماحة آية اللَّه العظمى الشيخ الصانعي الإسلام بالدين المخالف للتمييز والارهاب وأكَّد ذلك بقوله:

نحن - نتطلّع على أساسٍ من التعاليم الإسلامية والعقائد الشيعية - إلى يوم يتعايش فيه الناس تعايشاً سلمياً.
ومع اشارته إلى ضرورة وجود الروابط والعلاقات البنَّاءة بين البشر والدول المختلفة من خلال الحوار والمنطق قال:
لاحرب في الإسلام ، وقد مُنعنا في الإسلام عن شنِّ الحروب، لكن يوجد في الإسلام الدفاع وهو أمر يقبله العقلاء جميعاً ، وقد جعل اللَّه هذه الغريزة حتى في فطرة الحيوانات .هدف الإسلام إعداد الإنسان من الباطن وهذا الهدف لاينسجم مع الضغط والحرب ، وإذا كانت حروب في صدر الإسلام فلأجل أن الشعوب آنذاك أرادت إنقاذ نفسها وتخليص نفسها من العبودية، وكان الإسلام يواجه قادتها ويبارزهم ويقضي على من كان يقف مانعاً في طريق السعادة ، وهذا أمر يختصُّ بزمن الرسول والقرن الأوّل من ظهور الإسلام ، وقد انعدمت الحروب تقريباً في القرن الثالث من الهجرة فما بعده.
في إيران القديمة كان انوشيروان حاكماً عادلاً رغم ذلك كان يمنع تعميم التعليم ويخصّه بطبقة خاصة.ومع هذا كيف يمكن ترك جهاد هذا الحاكم لأجل سماحه بتعميم التعليم لكي يشمل حتى أطفال القرويين ؟ كانت الحروب بهذا المعنى حتى القرن الثالث ، ومنذ بداية عصر الغيبة انعدمت الحروب بهذا المعنى .
بلغ الإسلام مبلغاً من التقدّم في هذا المضمار حيث يخاطب القرآن الرسول واصفاً المؤمنين بما يلي: »فلا وربّك لايُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحكِّمُوك فِيما شَجرَ بَيْنَهُم ثُمَّ لا يَجِدوا فِي أنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ ويُسلِّموا تَسْليماً) «. النساء/65 (أي أن قضاء الرسول لا يؤثر سلباً على نفس المحكوم له ولا المحكوم عليه، وهذه درجة عالية من الإيمان.
اعتمدت قضايا الإسلام جميعها على أساسٍ من العلم والمنطق وحقوق الإنسان ، وقد راعى الإسلام حتى حقوق الحيوانات فضلاً عن حقوق البشر ، فالإسلام يُرغم الذي يمتلك حيواناً ولا يطعمه أن يطعمه أو يبيعه ، لقد جعل الإسلام للإنسان الواحد كل ما للبشر جميعاً من قيم بحيث عدَّ قتل انسان واحد بمثابة قتل الناس جمعياً وظلمهم، كما أنَّ إحياء انسان بمثابة إحياء الناس جميعاً ، وهو في مجال حقوق البشر لا يقول بالتمييز العنصري ولا الجنسي ولا الجغرافي ولا أي نوعٍ آخر من التمييز .
وضع الإسلام حقوقاً للبشر مهماً اختلفت أديانهم ومذاهبهم وتوجّهاتهم. يقول القرآن »: وابتغِ فيما آتاكَ اللَّهُ الدّارَ الآخرة ولا تَنْسَ نَصيبك من الدنيا وأحسن كَمَا أحسن اللَّهُ إليك «. (ا لقصص /77).أي إسعِ لكسب المعنويات والفضائل ورغم ذلك لا تنس نصيبك من الدنيا.
وتحدّث سماحته في جانب آخر من اللقاء قائلاً :
تسرني كثيراً خصوصية في بلدكم هي إيمان شعبكم بالقوانين بمستوى لاتحتاجون إلى سلط قهرية لأجل تنفيذها. نحن نتطلّع من وجهة نظر شيعية إلى يوم يتعايش فيه البشر تعايشاً سلمياً يحكمه الصفاء والسلام .تقدَّمت جميع الآيات التي دعت الإنسان إلى الأعمال الصالحة قضية الايمان بالقوانين أي الخصوصية التي يتحلَّى بها شعبكم إلى حدٍّ كبير.والإسلام يتطلَّع إلى أن ينفّذ الناس القوانين بشكل تلقائي دون الحاجة إلى السلطة القضائية والشرطة.
وفي جوابه على سؤال وزير الاقتصاد السويسري عن سبب عدم امكانيتنا للتعايش بسلام وصفاء قال:
لاينبغي لي أن أُجيب والذين عليهم الاجابة هم أصحاب السلطة والحكومات، ونحن بحكم امتلاكنا للسلطة المعنوية بيّنا ماينبغي بيانه في المحل الذي ينبغي الحديث فيه وقد كتبت الصحف مابيّنّاه .وأنا أقول لكم لا تمييز في الإسلام ، وهذا الكلام قيِّم وينبغي إثباته.
وفي إطار تعرّضه للحوادث الأخيرة والحملات الأمريكية قال سماحة آية اللَّه العظمى الصانعي :
المخالفون للسياسة أمريكا يرون أن الناس يذهبون ضحية بهذه الحملات، وأنَّ هذا ليس عملاً دفاعياً ، لكن أمريكا ترى إجراءتها دفاعية . نحن نقبل مبدأ الحرب ضد الإرهاب، وقد منع الإسلام الارهاب على الاطلاق، وقد ذهب ضحية الأرهاب كثير منَّا حيث استشهدوا وكان أوّلهم شهيد مذهبنا الإمام علي (‏عليه‏السلام). الحرب ضدّ الإرهاب تستدعي خطّة عامّة وشاملة يشترك في رسمها ويتِّخذ قرارها الجميع. بالطبع، أنا لا اُحدِّد الطريق الذي ينبغي سلوكه لصدِّ الإرهاب ، بل عموماً ينبغي منع الإرهاب والوقوف أمامه ، وهذا أمر يقوله كل انسان ، ولا يوجد من يوافق الإرهاب ، لكن ماالذي ينبغي عمله؟
طريق الحل هو تبنَّي سياسة موحّدة من قبل جميع الدول والامم المتحدة ، لكي لايحصل تضادٌّ في المزاجات والأذواق ، فالدول جميعها تضررت من نتائج الإرهاب ، وجريمته ذات طابع عالمي ، ولذلك ينبغي أن يكون عقابها ذات طابع وبُعد عالمي ، ولأجل ذلك من المفروض أن تكون الحرب مع الإرهاب أيّاً كانت منسجمة مع آراء الدول جميعها. إذا كان إعلام سلبي إلى جانب حوار الحضارات فينبغي إزالته ، بالطبع هو آخذ بالزوال من خلال رفع مستوى المعرفة، وسنبلغ مستوى العمل في الغد إن شاء اللَّه ، والذي يمكنه أن يؤثر في الحوارات (بين الإسلام والمسيحية ) هو مقام العمل ، فكلٌّ من الطرفين يقول :إنَّه على حق ويعتبر نفسه الحق، لكنَّا نشترك في مقام العمل بكثير من المشتركات ، فالظلم وتضييع الحقوق قبيح برأينا سواء المسيحي وغير المسيحي أو الشيوعي والذي لا دين له. الإسلام يقول:أوقفوا الظلم وامنعوه، والناس جميعاً يعدون العمل بالقوانين سعادة، ونحن نقول: تعالوا نطبّق القوانين في كلِّ مكان، ونقول :ينبغي محاكمة الظلمة أمثال مجرمي الحرب محاكمة دولية ، ولا علاقة للمعتقدات بهذه المسألة .
ينبغي تعميم العمل بالقوانين بالنحو الذي يترشّح من بواطن الناس وينبع من دواخلهم لكي يحترم الجميع القوانين .المسلم الحقيقي من سلم الناس من يده ولسانه ، هناك الملايين من الطيبين يعيشون في بلدنا ويتعايشون مع الآخرين لأجل كونهم مسلمين أو لأجل كونهم ينتمون إلى الأديان الأخرى .
وفي جوابه على سؤال وزير الاقتصاد السويسري عن مستقبل إيران قال:
الأمل كبير بتحسُّن مستقبل إيران رغم العداء الذي تكنه بعض القوى الأجنبية وأفراد من الداخل ، والحوار الذي يجري بيننا وبينكم من نماذج ودواعي الأمل ، كما أنّه يُنبى‏ء عن الشعبية. سويسرا دولة تحضى باقتدار واحترام خاص على المستوى العالمي ، لأن مستوى العمل بالقوانين واحترامها عالٍ جداً ، ونحن نرى القوة في هذا الموضوع لا في الذرّة والصواريخ ، ونحن نرى القوة في السلام والصفاء بين البشرية.
وفيما يخصُّ العلاقة بأمريكا أشار إلى أن الموضوع يتعلَّق برجالات الدولة وقال:
إني أرى الإسلام يصحّح العلاقة بين البشر على العموم إذا لم يذهب من خلالها حق من الحقوق ، وهذا هو رؤية الإسلام الكلية ، أمَّا العلاقة مع دولة خاصّة ومصلحة ذلك ومضاره فقراره بيد ساسة الدولة والمجلس .
وبالنسبة إلى حقوق النساء في الإسلام وإيران قال سماحة آية اللَّه العظمى الشيخ الصانعي :
سترتفع المشاكل والفوارق الحقوقية تدريجياً ، والأمر يستدعي مدة طبعاً ، لأنَّا عشنا مع هذه الاختلافات سنوات طويلة ولم تواجه النساء خلال هذه السنوات مشاكل لأن البلدان كانت تعيش الانغلاق ولم يكن آنذاك الانفتاح والتواصل الواسع الذي نعيشه في الأوقات الراهنة ، وفي السنوات الأخيرة التفتت النساء إلى حقوقهنَّ ، ومن جانبي رفعت الفوارق الدينية ، وقلت بالتساوي بين الرجال والنساء، وفي قانون الإرث قلت بأن النساء يأخذن أكثر ممَّا يأخذه الرجال رغم أنّ سهم الرجال ضعف سهم النساء ، ويعتقد علماء الاجتماع أن الأعمال الفكرية ستكون يوماً ما بيد النساء فحسب ، وينبغي التفكير بحلولٍ لذلك اليوم.
وفي نهاية اللقاء خاطب سماحة آية اللَّه العظمى الشيخ الصانعي وزير الاقتصاد السويسري قائلاً :
إذا قبلت إيران السفارة السويسرية كراعي لمصالح الآخرين ومنهم أمريكا فلأجل الاطمئنان الذي نوليه إليكم، واعلموا أنّ الإسلام دين السلام والصفاء والصميمية، وهو يولي للإنسان قيمة ويخالف الظلم والتمييز وكتمان الحقائق .

10/10/2001

التاريخ : 2001/10/10
تصفّح: 12037





جميع الحقوق محفوظة لموقع آية الله العظمى الشيخ الصانعي .
المصدر: http://saanei.org