موقع مكتب سماحة آية الله العظمى الشيخ الصانعي مُدّ ظِلّه العالي :: مع رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام آية اللّه الشيخ الرفسنجاني
لقاء سماحة آية الله العظمى الشيخ الصانعي (دام ظله الشريف)مع رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام آية اللّه الشيخ الرفسنجاني «اصلاح القوانين لايعني تعطيل أحكام الإسلام» هذا ما أكّده آية اللّه العظمى الصانعي في لقائه صباح الجمعة في بيته الشريف آية اللّه الشيخ الرفسنجاني .
في هذا اللقاء، مع شكره الشيخ الرفسنجاني على حضوره هنا قال آية اللّه العظمى الصانعي: «رأيت منكم الصراحة منذ أن تعرفت على جنابكم وحتى الآن، آمل أن تستمر هذه الصراحة وأن تكونوا دائماً في خدمة الثورة والنظام الذي تحملتم لأجله الصفعات الكثيرة».
وفي خصوص خطاب الشيخ الرفسنجاني الأخير فيما يخص الحملة الاعلامية ضد رجال الدين قال فضيلته: «رجال الدين كانوا دائماً عرضة لهكذا حملات، لكنهم رغم ذلك يحظون بمحبوبية عالية لدى الشعب، والناس مستعدون للتضحية بأنفسهم في سبيل رجال الدين، وذلك بفضل مساعي أمثالكم وامثال الشهيد المطهري».
وأضاف: «لأجل حفظ موقع رجال الدين وشأنهم ينبغي اليوم العمل على استقلال ووحدة الحوزة».
وفي جانب آخر من حديثه أشار إلى الحملات الإعلامية لوسائل الاعلام الغربية ضد الإسلام والتشيع وقال: «العالم اليوم يتَّهم الإسلام والمسلمين بالدفاع عن الإرهاب، وقد وظِّفت وسائل الاعلام الغربي لهذا الغرض، ولأجل ذلك نرى من واجب الجميع التعريف بالإسلام بنحو يمنع من تأثير الاعلام الغربي على المستوى العالمي من جانب، ومن جانب آخر يجذب الشعوب نحوه».
ومع تأكيده على أنَّ إصلاح بعض القوانين المدنية والجزائية من جملة الطرق التي يمكن مواجهة مؤامرة الغرب من خلالها قال: «نحن بحاجة إلى إصلاح بعض القوانين، وتواجدكم في مجمع تشخيص مصلحة النظام يمكنه أن يكون البادرة لهذه الحركة».
وخاطب فضيلته آية اللّه الرفسنجاني قائلاً: «نحن نؤمن بأصلكم وتقواكم وعلميتكم ودرايتكم وسياستكم، وإذا بدأتم بهذه الحركة فسيكون من نصيبكم الثواب الوافر والفائدة للثورة التي ستصدَّر للعالم شئنا أم أبينا».
ومع اشارته إلى بعض القوانين التي تستدعي التغيير من قبيل الدية وقصاص النساء وغير المسلمين قال: «رغم أنه لاينبغي الخوف من توبيخ وعتاب الآخرين في تنفيذ أحكام اللّه، لكن تغيير القوانين واصلاحها لا يعني تعطيلها ; لأن المهم والملاك هنا هو تطابق القوانين مع الموازين الإسلامية لا مع فتوى مشهور الفقهاء أو فقيه معيَّن، وما المانع من تقنين فتوى فقيه إذا كانت تحظى بجاذبية قانونية ويعود نفعها إلى الشيعة والإسلام»؟
وفي نهاية حديثه أوصى فضيلته آية اللّه الرفسنجاني بخصوص تدوين النظريات المختلفة الواردة في مجال الحكومة الإسلامية وخاطبه قائلاً: «أنتم من أبناء الحوزة، وبما أنكم في صلب قضايا الحكومة وتتمتعون بقابلية عالية لذلك ينبغي تدوين نظرياتكم في الشؤون الحكومية لكي تستفيد منها الأجيال المقبلة».
وفي هذا اللقاء أعرب آية اللّه الرفسنجاني عن فرحة للقاء سماحة الشيخ وخاطبه قائلاً: «نحن عرفناكم بحسن التفكير والكلام، وما بينتموه صحيح بالكامل، وممَّا يتطلبه مجتمع اليوم».
وأضاف: «قد لاتنسجم حكومات العالم مع حكومتنا إلاَّ أن عيون الشعوب ترحل إلى ايران، وتتطلّع إلى معرفة رسالتنا وخطاباتنا، والاُمور التي تحدثتم عنها كانت من جملة القضايا التي كنت مع الشهيد المطهري والبهشتي نتدارسها قبل الثورة، وكنا نتساءل عن كيفية ادارة الحكومة مع هذا الاختلاف في الآراء الفقهية؟».
وأضاف رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام: «وقد بلغنا آنذاك إلى نتيجة هي: أن أفضل حلٍّ لهذه المشكلة هو اعتماد آراء فقيه معتبر تتوافق آراؤه مع الموازين الإسلامية، وهذا صالح كمبنى للتقنين».
ثم أشار آية اللّه الرفسنجاني إلى بعض الموانع في هذا المجال وقال: «تلاحظون الأجواء التي يعيشها مجتمع اليوم، فأصحاب التقديس والجمود يسعون لفرض آرائهم حتى على محكمات القرآن، ومن المفروض على الحوزة الإبداع في مجال التحقيق الفقهي وأن توسع دائرة التحرُّر الفكري وتوثيق الفتاوى التحررية، وهذا يساعد كثيراً في حل المشاكل». التاريخ : 2007/02/09 تصفّح: 11614