Loading...
error_text
موقع مكتب سماحة آية الله العظمى الشيخ الصانعي مُدّ ظِلّه العالي :: البيانات
حجم الحرف
۱  ۲  ۳ 
التحميل المجدد   
موقع مكتب سماحة آية الله العظمى الشيخ الصانعي مُدّ ظِلّه العالي :: بيان سماحته إثر إجراءات بعض من شيوخ الكونغرس الأمريكي
بيان سماحته إثر إجراءات بعض من شيوخ الكونغرس الأمريكي هل المصالح الوقتية لرجال الحكومة الصهيونية الغاصبة أهمّ بالنسبة إليهم من المصالح بعيدة الأمد للشعب الأمريكي ومن إحلال السلم والثبات في المنطقة؟

(فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)[1]

في هذه الأيام، حيث توصل قادة القوى العالمية (5 + 1) إلى اتفاق في جنيف على أساس من المنطق والعقل السياسي والدبلوماسي مع حكومة إيران التي تعتمد المنهج الإسلامي والوطني، وهو منهج المنطق والحوار والحكمة، نشهد بعض الشيوخ الأمريكيين يعدّون لائحة في الكونغرس تخالف مصالح شعبهم ولا تنسجم مع المنطق السياسي والقانوني. ألم يستخلصوا عدم تمكّنهم من منع شعب عظيم وصامد مثل الشعب الإيراني الشريف عن حقّه في التخصيب السلمي لليورانيوم؟

هل المصالح الوقتية لرجال الحكومة الصهيونية الغاصبة أهمّ بالنسبة إليهم من المصالح بعيدة الأمد للشعب الأمريكي ومن إحلال السلم والثبات في المنطقة؟

على هؤلاء القلة والذين يقرعون على طبول الحرب أن لا يعتبروا هذا الاتفاق بمنزلة نسيان جرائم الحكومة الأمريكية في حق الشعب الإيراني في انقلاب 28 مرداد، ودعم نظام الشاه القمعي، ودعم نظام صدام في حربه الثمان سنوات ضد ايران و... وعليهم أن يعلموا أنّ هذا الاتفاق يعكس المنهج المنطقي لإيران في التزام الحوار وفي الحل السلمي للقضايا مع التأكيد على الحفاظ على جميع الحقوق المشروعة والقانونية للشعب الإيراني.

المخجل أكثر أنّهم بدلاً عن الاعتذار من شعب ايران الشريف لأجل ما لحقه من ظلم وتضييع للحقوق يعلنون إعانتهم الدولة الشريرة والغاصبة وغير المشروعة الصهيونية في حال هجومها على المراكز النويية السلمية لإيران.

كيف يفكّرون بإمكانية هجوم النظام الصهيوني على دولة كبيرة وقوة مثل إيران مع أنّه عجز عن مواجهة مجموعة صغيرة من أولاد معنويين للإمام الخميني (سلام الله عليه) في لبنان، فقد خسروا في مواجهتهم وتكبّدوا خسائر وفضائح جمة.

على هؤلاء الذين يفكّرون ببساطة في الهجوم العسكري على إيران أن يعلموا بأنّ التعرّض للمصالح الوطنية وتراب هذا البلد يعني انغلاق طرق الحوار وبدء الصمود والمقاومة دون كلل، والتي لا ينتج عنها إلاّ الذلّ والتورّط في مستنقع من المشاكل، كما حصل لهم ذلك في الفيتنام والعراق وأفغانستان، حيث تورّطوا بمشاكل جمة، لكن مع فارق، وهو أنّ الشعب الإيراني مع تعدّد أذواقه يتصدّون للمعتدين كاليد الواحدة، ولا يستسلمون لهم، وسيستمرّون في نهجهم، أمّا مصالح المعتدين فستحترق بنار دفاع الشعب الإيراني المشروع. والشاهد على هذا الادّعاء هو الصمود أمام جميع القوى الداعمة لنظام البعث خلال ثمان سنوات من الحرب.

في النهاية آمل من الساسة الأمريكيين أن يغلّبوا في سلوكهم المنطق والاحترام المتبادل وأن يسدّوا الطريق أمام أفكار مجموعة قليلة ومتطرّفة وأن يهيئوا الأرضية للاتفاق النهائي وفي جميع مراحله مع الحفاظ على الحقوق المشروعة والقانونية.

قم المقدسة – يوسف الصانعي

-------------
(1) الأنعام: 45.

التاريخ : 2013/12/20
تصفّح: 11382





جميع الحقوق محفوظة لموقع آية الله العظمى الشيخ الصانعي .
المصدر: http://saanei.org