Loading...
error_text
موقع مكتب سماحة آية الله العظمى الشيخ الصانعي مُدّ ظِلّه العالي :: البيانات
حجم الحرف
۱  ۲  ۳ 
التحميل المجدد   
موقع مكتب سماحة آية الله العظمى الشيخ الصانعي مُدّ ظِلّه العالي :: كلمة سماحة آية الله العظمى الصانعي بعد درسه الخارج بمناسبة ولادة الرسول(ص) والامام الصادق(ع)
كلمة سماحة آية الله العظمى الصانعي بعد درسه الخارج بمناسبة ولادة الرسول(ص) والامام الصادق(ع)

نقرأ عن كلٍّ منهما بعض الأحاديث لكي نفهم الاسلام أكثر كما نذكر ما يمكن استفادته منها.

 أحد الأحاديث هو صحيحة جميل بن دراج في باب العشرة من (الكافي) عن أبي عبد الله(ع) قال: "كان رسول الله(ص) يقسّم لحظاته بين أصحابه فينظر الى ذا وينظر الى ذا بالسوية" أي أنّه لم يقصر نظراته على اليمين أو اليسار ولم يركّز نظراته على أحد مدة خمس دقائق وعلى الآخر دقيقة بل كان يوزعها على أصحابه بالسوية.

كما قال: "ولم يبسط رجليه بين أصحابه قط" أي أنّه يعتني بالجميع بنحو متساوٍ. "وان كان ليصافحه الرجل فما يترك رسول الله(ص) يده من يده حتى يكون هو التارك، فلمّا فطنوا لذلك، كان الرجل اذا صافحه قال بيده فنزعها من يده". هذه الرواية تتعلّق بالرسول وأخلاقه.

الرواية الاخري عن الامام الصادق(ع) وردت في باب حسن الصحبة وحق الصاحب في السفر، وهي موثقة مسعدة بن صدقة، وعادة يمكن الفتوى وفق هكذا رواية. وهي: علي بن ابراهيم عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله(ع) عن آبائه(ع): "انّ أمير المؤمنين صاحب رجلاً ذمياً فقال له الذمي: أين تريد يا عبد الله" وكيفية سؤاله تكشف عن مستوى أخلاقه وأدبه. "فقال: أريد الكوفة" فلمّا عدل الطريق بالذمي عدل معه أمير المومنين، فقال له الذمي: ألست زعمت أنّك تريد الكوفة؟ فقال له: بلى. فقال له الذمي: فقد تركت الطريق. فقال له: قد علمت. قال: فلم عدلت معي وقد علمت ذلك؟ فقال أمير المؤمنين: هذا من تمام حسن الصحبة أن يشيع الرجل صاحبه هنيئة اذا فارقه، وكذلك أمرنا نبينا(ص). فقال الذمي: هكذا قال؟ قال: نعم قال الذمي: لا جرم انّما تبعه من تبعه لأفعاله الكريمة، فأنا أشهدك أنّي لى دينك. ورجع الذمي مع أمير المؤمنين".

وهناك رواية اخرى تتعلّق بحقوق العمل والعامل، حيث أرسل الامام الصادق أحد غلمانه لينجز له عملاً ما لكنّه تأخّر فخرج الامام يبحث عنه ليعرف سبب تأخّره فوجده نائماً في الزقاق، فلم يقدم على افزاعه بعنف بل استعمل المروحة ليوقظه. وفي ذلك درس لنا لأن لا نوقظ أحداً لصلاة الصبح بعنف، بل تدريجياً وبشكل غير مفزع... فانّ ايقاظ الآخرين بعنف مخالف للشرع. وعندما استيقظ الغلام طالبه الامام بلطف لأن يتقاسم الوقت معه، فالليل له ولاستراحته والنهار لصاحبه، واذا كان مريضاً فعليه معالجة نفسه.

وهذا يكشف عن مستوى الفكر الاسلامي في حفاظه على حقوق العامل.

واللافت أنّ الامام الصادق(ع) أطلق هذا الكلام في وقت كان له أربعة الآف تابع وتلميذ وشخصية علمية رفيعة. كما أنّه كان يحظى بشخصية عائلية رفيعة؛ لأنّه كان ابن الرسول وفاطمة الزهراء، وكان الجميع يقرّ بصدقه ولذا سمّي بالصادق، كما هو الحال في الرسول حيث كان الجميع يقرّ بأمانته فسمّي الأمين. هذه نماذج قليلة من أخلاق الرسول وأمير المؤمنين، والجزء الثاني من أصول الكافي مفعهم بأحاديث هذه الأبواب.

اخوتي الأعزة، انّ هذه الروايات تعلّمنا أنّنا اذا أردنا اليوم نشر الاسلام فلا يمكننا أن ننشره بسيف علي وبمقولة لا فتى الاّ علي ولا سيف الاّ ذو الفقار، فتلك مقولات لها مواقعها ومقاماتها الخاصة. ونشر الاسلام اليوم والتعريف بأمير المؤمنين يتمّ من خلال التعريف بزهده (كما ورد ذلك عن الشهيد مطهري) وبرعاية الحقوق الثابتة للبشر في الاسلام والاعلان للناس بأنّ الاسلام يؤيّد الشعوب، وبنشر أخلاق الرسول التي كانت تحمل في طيّاتها كرامة رفيعة، واطمئنّوا أنّ البشرية تتقبّل منّا هذا الكلام.

16ربيع الأول1431

التاريخ : 2010/03/06
تصفّح: 9826





جميع الحقوق محفوظة لموقع آية الله العظمى الشيخ الصانعي .
المصدر: http://saanei.org