|
تقرير موضع البحث
إنّ “غُسل الجنابة” من الأغسال التي تُجزي ـ بالنظر إلى الروايات الكثيرة ـ عن الوضوء. بل نُقل الإجماع على ذلك من قبل الكثير من علماء الشيعة. بل يجب القول: إنّ هذا الحكم يعتبر من ضروريّات فقه الشيعة، بل فقه الإسلام، إذا لم نقل إنّه من ضروريّات ذات المذهب والإسلام. بيد أنّ الذي وقع مورداً للخلاف بين الفقهاء هو إجزاء سائر الأغسال عن الوضوء. فقد ذهب مشهور الفقهاء إلى القول بعدم إجزاء غير غُسل الجنابة عن الوضوء، وفي قبال هذا المشهور ذهب عددٌ من الفقهاء إلى القول بإجزاء جميع الأغسال ـ واجبها ومندوبها ـ عن الوضوء. وعليه، فإنّنا نسعى في هذا المقال إلى مناقشة أدلّة الطرفين والإشكالات المطروحة عليهم، مع بيان التحقيق في هذه المسألة الفقهيّـة. ولكن قبل الدخول في محلّ البحث يجدر بنا أن نشير على نحو الإجمال إلى أدلّة إجزاء غُسل الجنابة عن الوضوء، ثمّ ننتقل بعد ذلك إلى مناقشة أدلّة الطرفين في موضوع إجزاء أو عدم إجزاء سائر الأغسال عن الوضوء.
|